الخميس، 16 يناير 2014

موسم ‘باب الحارة’ الجديد يعيد دمشق إلى الواجهة

دمشق:  ‘باب الحارة’، المسلسل الذي صنع فارقا في الدراما السورية والعربية، تماما كما فعل مسلسل ‘ليالي الحلمية’ المصري، والذي استقطب معظم العرب يتعرض منذ اعوام الى الكثير من التعليقات والجدل بين مؤيد ومعارض.
الكثير يرون ان العمل استهلك نفسه، ويجب ان يتوقف، فيما يرى آخرون ان هذا يضع المخرج والكاتب امام امتحان صعب للإثبات ان العمل ما زال قابلا للحياة بل ومؤثرا في الان معا.
‘باب الحارة’ في جزئه السادس يحافظ على معالمه عبر وجه ابطاله، لكن المفاجأة تكمن في عودة ابو عصام الشخصية المحبوبة، التي اثار تغييبها الكيدي الكثير من الغضب والاستهجان، ودخول نجوم كثر جدد يحبهم الجمهور. وعلى الفنان ايمن زيدان الذي دخل العمل ان يثبت جدارته، كما فعل اغلب من دخل ‘باب الحار’ في اجزائه كافة.
وتبقى مشاركة النمس محل تساؤل، فيما غيب الموت الابطال حسن دكاك وسليم كلاس ومحمد رافع، وانسحب سامر المصري.
ويغيب الممثل نزار أبو حجر، الذي لعب دور ‘ابو غالب’ بائع البليلة في المواسم السابقة.
ويقدم ‘باب الحارة’ تفاصيل الحياة اليومية في حارة دمشقية قديمة مع بداية الانتداب الفرنسي لسوريا. وكما يبدو فان الجزء السادس من المسلسل سيحافظ على روح الحارة الشامية وسيصور بسوريا، وايمن زيدان وعباس النوري سيكونان في المقدمة.
ويبرز شخصية زعيم الحارة ‘العقيد’ ودوره في تنظيم العلاقات في ما بين اهالي الحارة من جهة وبينهم وبين السلطات التي يجسدها المخفر ورئيسه ‘ابو جودة’، كما يبرز دور الاهالي في مقاومة المستعمر، والتكاتف في الملمات.
ويركز المسلسل على ابراز قيم الشهامة والفروسية ونكران الذات والتضحية والكرم والتوحد في مواجهة الظلم والغدر.
واستقطب ‘باب الحارة’ أنظار ملايين المتفرجين في العالم العربي وتعلقهم بممثليه السوريين، الذين اشتهروا بعد عرضه، وسجل لمواسم متتالية اكبر نسبة متابعة في الدول العربية.
ومن غرائب ما آل اليه واقع الدراما السورية هجرة الفنانين نتيجة الاحداث المأساوية في سورية وانقسام من بقي منهم في تفسيرهم لما يحدث في سورية، بينما هاجر مسلسل ‘حمام شامي’ للمخرج مأمون الملا، كأول عمل بيئي شامي يصور خارج سورية، وكانت أبو ظبي المكان لعمليات تصويره.
وقد اصبح ‘باب الحارة’ عادة رمضانية يومية من الصعب الاستغناء عنها، وتحمل احداثه الكثير من الإسقاطات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ويعقد العمل مقارنة بين طابع العلاقات الأسرية المتماسكة في ذلك الحين وبعض التفكك الحادث الآن.
لكن السؤال الذي يبقى دون اجابة هل سيعود العمل للحكي عن الماضي، ام ان هناك اسقاطات سياسية تحاكي الواقع السوري ووضع دمشق بالتحديد هذه الايام؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق